اعلان اسفل القائمة العلوية

اخر الاخبار

09 فبراير 2020

لقاء البرهان و نتنياهو




لقاء البرهان و نتنياهو‏
رصد : د. مها المفتي

من يظن أن لقاء البرهان و نتنياهو كان بعيدا عن سياسة المحاور فهو مخطئ اللقاء كان مخطط له منذ ثلاث أشهر كما جاء في تقرير نيويورك تايمز بتدبير من بن زايد بل أن كاتب المقال بريت كافانو ذهب لأبعد من ذلك كما ذكر أن البرهان يسعى لإيجاد قبول لدى الإدارة الأمريكية في حال سعت الإمارات  والسعودية إلى تطبيق السيناريو المصري في السودان على أن يتم إنقلاب ناعم على الثورة السودانية وإعلان العسكر إستلام السلطة نسبة إلى عجز الحكومة الإنتقالية من تحقيق الإستقرار الإقتصادي وسد العجز المالي في السودان كما ذكر بريت كافانو أن للإمارات أهداف تسعى إلى تحقيقها في السودان مثل الإستحواذ على الموانئ السودانية على البحر الأحمر وأن هذا الهدف لن يتحقق في ظل حكومة ديمقراطية منتخبة بل أن العلاقات الإماراتية مع المجلس العسكري السوداني أقوى من أي وقت مضى لذلك سعت الإمارات إلى توظيف شركات دعاية وإعلان يمتلكها يهودي لتلميع صورة العسكر وإثبات أن الحكومة الإنتقالية لم تحقق طموح الشعب السوداني لذلك تم ترتيب لقاء البرهان نتنياهو وبذلك ينال العسكر في السودان رضى الإدارة الأمريكية في حال تم الإنقلاب على الحكومة الإنتقالية رغم أن اللقاء يشكل مخالفة صريحة لبنود الوثيقة الدستورية كما ذكر الكاتب أن السيس شعر بأنه مرفوض من الشارع السوداني أثناء الثورة السودانية وأنه لا يستطيع تمرير أجنداته خلال الحكومة الإنتقالية فيما يخص تعويض مصر الأضرار الناتجة عن سد النهضة بالتوجه جنوبًا إلى السودان وإستقلال المساحات الزراعية الواسعة لتعويض أي عجز زراعي ينتج عند بدء ملء السد لذلك تحالف السيسي بن زايد
يحقق لكل طرف مصالحه الخاصة في السودان السؤال الذي طرحه كاتب المقال هو هل يستطيع حلف بن زايد بن سلمان تكرار التجربة المصرية في السودان مع الإختلاف الواضح بين الشعبين المصري والسوداني مبررًا أن الشعب السوداني يتميز بالعناد وقوة العزيمة بينما الشعب المصري بطبعه لا يحب المواجهة
مع العسكر في مصر مؤكدًا إحتمالية نجاح فرض التجربة المصرية في حال إستمرار تدهور الوضع الإقتصادي المقصود فعلا أن تضع فيه الحكومة الإنتقالية  متسائلا هل كان بإمكان السعودية والإمارات حل جميع مشاكل السودان الإقتصادية إذا قامت الدولتين بتقديم مساعدات سخية للسودان مثلما فعلوا مع
مصر بداية حكم السيسي الذي دعمته السعودية بأكثر من عشرين مليار دولار والإمارات بأكثر من خمسة عشر دولارا لذلك كان بإمكان هذه الدول مد يد العون للحكومة الإنتقالية إذا كانت فعلا ترغب في مساعدة السودان دون مقابل لكن بما أن للإمارات ومصر أجندات محددة في السودان عملت على عدم دعم
الحكومة الإنتقالية مما يفسر زيادة الأزمات الإقتصادية في محاولة لتأليب الشارع السوداني والشعور بالإحباط من هذه الحكومة وبذلك يكون الشارع جاهز للقبول بعودة الحكم العسكري متمثلا في البرهان ونائبه حميدتي والأيام وحدها كفيلة بتوضيح الأمور أما أن يصمد السودانين دعما للحكومة أو القبول بعودة العسكر للحكم على أمل أن تتغير الأوضاع الإقتصادية التي أرهقت كاهل الشعب السوداني لسنوات طويلة لذلك ما علينا سوى الإنتظار لمعرفة خيار الشعب إذا ما كان سيختار الحكومة بالصبر على الأوضاع الصعبة وبذلك يقطع الطريق على بن زايد والسيسي أو يختار الخيار الثاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox