اعلان اسفل القائمة العلوية

اخر الاخبار

04 فبراير 2020

بدون ألوان .. التطبيع مع إسرائيل

بدون ألوان // حمدي صلاح الدين

"التطبيع مع إسرائيل" 

رسائل عدة و مكالمات وردتني للتعليق على لقاء برهان نتنياهو امس و ما صاحبه من تداعيات. 

اقول الآتي : 

"بيان مجلس الوزراء" بيان متعجل و يظهر عدم تناغم أجهزة الدولة. كان اجدى الا يعلق مجلس الوزراء خصوصاَ و ان البرهان عاد في نفس اليوم مساء.

"تصريحات و تغريدات نتنياهو" التي بنيت عليها التقارير و الأخبار مساء امس، متعجلة هي الأخرى و كانت بمثابة إعلان لوضع مخرجات اللقاء موضع التنفيذ. 

"تصريحات وزيرة الخارجية" ب"عدم معرفتها لقاء برهان و نتنياهو الا من الإعلام" تصريحات متعجلة هي الأخرى كان من الممكن أن تكون  تصريحات الوزيرة  اكثر دبلوماسية مما قالته. 

"غياب خط الدولة العام " الذي تحدثنا عنه كثيراً هو الذي خلق هذا التضارب داخل مكونات الدولة السودانية.

"التطبيع مع إسرائيل" تمارسه كثير من الدول سراً و علانية.

" مكونات الحرية و التغيير ال82" ستختلف قطعاً حول قضية التطبيع مع إسرائيل لان هذه المكونات تضم ثلاثة ايدلوجيا "يمين وسط  / يسار وسط / يسار" و كل ايدلوجيا ستتمترس حول موقفها.

 هذه الايدلوجيات الثلاثة هي سبب اساسي في "غياب خط الدولة العام" لأنها تختلف حول قضايا مفصلية مثل" العلاقات الخارجية / العلمانية/ المحاور العربية / الاشتراكية بمدارسها المختلفة / التطبيع مع إسرائيل / العلاقات مع أمريكا و قضايا أخرى كثيرة".

فمثلاً قوى اليمين الوسطى داخل الحرية و التغيير سترفض التطبيع مع إسرائيل ، قوى اليسار تعتبر أمريكا تمثل الامبريالية في أبهى صورها و تنظر إليها بعين الازدراء، أمريكا تبادل قوى اليسار ذات النظرة، الخليج ينظر إلى الديموقراطية و اليسار كمهدد له. تعقيدات بالغة في المشهد السياسي السوداني. 

لذلك، و من مبدأ الديموقراطية طالبنا كثيراً بأن تترك حكومة الفترة الانتقالية قضايا كثيرة للحكومة المنتخبة القادمة بعد انقضاء اجل الفترة الانتقالية لأنها ستكون صاحبة أغلبية الصندوق الانتخابي و تستطيع أن تضع خط عام للدولة "العلاقات الخارجية / الدين / التطبيع" وفق ايدلوجيتها و على اساس أنها تمثل أغلبية .

لا أعتقد أن رأيي الشخصي مفيد حول قضية التطبيع مع إسرائيل لان المنطلق الأساسي لموضوع التطبيع يجب أن تصدر قرار بشأنه مؤسسات دولة وفق عناصر و معايير تضعها هي وفقط خط عام للدولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox