الإلحاد و سوء الاعتقاد في الاسلام، و ظهور مجتمعات المثليين و دعمها من قبل بعض المسلمين هي نتاج مشكله تربوية متجزرة في العالم الاسلامي، والنتائج الحالية ليست إلا نتائج حتمية لها.
لا إكراه في الدين!
مجرد آية نزلت لاسباب نزول معينه؟ أو ربما رسالة عابرة! ام فلسفة عقلانية و منطقية مهمة جداً؟
كثير من الايات التي نقرأها علي عجل أو دعوني اقول "كل" الايات التي نمر عليها عِجالةً تحمل في طياتها ادبيات أو اخلاقيات أو شرع أو فلسفة حياتية بحته مطلقة الصواب لا شك فيها ولا قُصور!
لا إكراه في الدين! هي قاعدة مطلقة لا تستثنى تحت اي حال أو ظرف ورغم ذلك نحن لا نلقي لها بال، لا نحن ولا علماء دين هذا العصر .. لماذا؟ لأسباب عديدة لا اود ان اخوض فيها الان ..
وحتى نفهم ماهية هذه القاعدة ولماذا هي ضرورية في العقائد أو الدين عموما، لابد ان نفهم في الأول ما هو الدين أو العقيدة؟
الدين لغة من الفعل دان اي قرض ذو أجل، واصطلاحا هو ولاء كامل لمعتقد الي اجل حتمي وهو الموت مقابل رضاء الله وجنة الخلد و المعتقد شُقت منها العقيدة
و العقيدة من الاعتقاد، فهي التصديق والجزم دون شك!
و وفقا لهذا التعريف نجد ان الدين والعقيدة تقتضي بالضرورة الاعتقاد والتصديق الكامل دون الشك، او بمعنى آخر اذا لم يكن هناك اعتقاد (تصديق كامل و جزم بلا شك) لا يمكن ان نجد عقيدة أو دين بالاساس.
علاقة الإقتضاء تشير الي أن العلاقة بين العقيدة والاعتقاد الجازم علاقة ارتباط لازم ومتلازم بوجود حتمي لكلاهما أو ضياع حتمي لكلاهما بضياع اي عنصر من العلاقة.
أما بعد عرفنا ماهية الدين، العقيدة والاعتقاد لابد ان نفهم كيف يكون الاعتقاد، والاعتقاد كما اسلفنا هو التصديق الكامل بشيءٍ ما بلا شك أو ظن، و التصديق ليس بشي يُفرض انما يُنتج عبر عمليات عقلية و حسيه لبراهين و ادلة و تفكير عقلاني عميق يَخُلص في الآخر إلا نتائج منطقية مقنعة لحقيقة امر ما، وحينما تزول كل الشكوك حول هذا الأمر يصير التصديق جازماً يصير حقيقة مطلقة أو قناعة، ثم مع التسليم الكامل لهذه الحقيقة يصير الأمر في آخر المطاف "معتقد".
بذلك ندرك ان من المستحيل الوصول الي قناعات أو أي اعتقاد دون التفكير المنطقي و الاستدلال بالادلة، البراهين والاطروحات العقلانية، مما يعني انه لا يمكن لاي إنسان ان يصل الي اي اعتقاد عن طريق الاكراه، فالاكراه هو دفع الانسان لتقبل امر ما عن طريق القوة والغَصب لا عن طريق الاقناع ومحاورة العقل بالادلة.
وحينما كان الهدف من الرسائل السماوية هو هداية بني ادم للحق عز وجل و بيان ما ينفعهم وما يضرهم وماذا يصنعون بينهم، و لعلم الله المطلق بطبيعتنا نحن البشر وشوائب هذه الطبيعة وانه من المستحيل أن تصل لنا هذه الرسالة الا من خلال مخاطبة العقول وصنع الحجج قد انزل الله برحمته قاعدة ( لا إكراه في الدين ) حتى لا تضيع الرسالة بسبب عدم الاعتقاد والتصديق الجازم.
الاكراه يولد تصديق زائف مبني علي الخوف لا علي اليقين والجزم بحقيقة الامور وبالطبع هذا يسمى ( بالنفاق ).
كثير منا نحن المسلمين -خصوصا نحن الذين ولدنا معتنقين هذه الديانة- لديه تصديق زائف بالاسلام لعدم وضع تسلمينا في موضع
يختبر تصديقة أو اعتقاده عبر التفكير ودراسة البراهين، لم نضع مسلماتنا في شك ثم نراجع كل معتقادتنا بتفكير عميق يوصل العقل الي يقين الاعتقاد و الي التصديق الكامل، ولكن اكتفينا فقط بما قد قيل لنا أو خوفا من المخالفة، وهذا تصديق زائف اقرب الي نفاق، ولذلك نجد كثير من الأشخاص يقل ايمانه شيئا فشيئا كلما اختبر الله ايمانه بمشكلة أو بلاء أو إطلع علي اطروحة عقلانية آخرى مثلا تشير الي انه لا يوجد اله، فيلحد! لماذا ألحد؟ لان عقله لم يجد اساس لقناعاته الزائفة ولكن بالمقابل وجد ادلة كثيرة تثبت عقليا صحة الاطروحة الاخري فيعتنقها.
ولذلك سبحانه العليم قد اوحى الي نبي الرحمة محمد آيات بها الكثير من البراهين، الادلة و الاسئلة للخلق، ليتفكروا بها الناس و يتأملوها ثم يعقلوها حتى يصلوا بأنفسهم الي الاعتقاد فيعتنقون الاسلام عن قناعة لا إكراه ولا تصديق زائف.
وبناءا علي كل ذلك، ينبغي علينا نحن كمُسلمين أولياء أمور، ان نراجع عادتنا التربوية بالاخص تلك التي تتعلق بالعقيدة والمعتقد، علينا ان نربي أبناءنا علي الدين الصحيح بالطرق الصحيحة، واعني بذلك بالحجج والبراهين والمعرفة، لا بالضرب و الغصب والاكراه وحتماً ليس بالكذب لا بالتقاليد عيبا وغلط، علينا ان نبين لماذا الحرام حراماً وما الضرر ان صنعته، ولماذا الحلال حلالا وما تكسب ان فعلته! علينا ان نزرع هذه القناعات فيهم برواسي ثابته و ذخيرة علمية معرفية صلبة تمكنه من تقصي المعرفة حتى الوصول الي الحقيقة ثم اليقين، حتي يشق طريقة دون نزاع داخلي بين ما يعتقد هو وما يملي عليه المجتمع، دون فصام بين ما يظن وما يريد، وحتى نفعل ذلك لابد علينا نحن اولا ان نراجع ثوابت عقيدتنا،
ان نستوعب مسلماتنا الدينية ونفهمها بصورة تمكننا من ان نوصلها الي طفل في السادسة من عمره، فاذا لم نستطع اذن لم نفهمها نحن بعد.
#يوميات_زول_عادي
الاثنين، 22 يونيو 2020
يوميات زول عادي : بقلم : كمال بادي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق