لأربعة أشهر كلما إستبطأنا (لجنة إزالة التمكين ببنك السودان) و (لجنة الإزالة الأم) في مراجعة ملفات القوى العاملة ببنك السودان والشركات والمؤسسات التابعة له .. يأتينا الرد أن أصبروا فالتأخير تأنٍ في مراجعة الملفات بدقة أكثر لإتخاذ أصوب القرارات بشأنها .. الأحد الماضي صدر قرار لجنة إزالة التمكين الأم بالتنسيق مع اللجنة الفرعية ببنك السودان بإنهاء خدمة 233 من العاملين ببنك السودان وشركاته ومؤسساته ، هذا أول الغيث وللقوائم بقية وقرارات تلي .. لكن وبقصير العبارة ومختصرها محافظ بنك السودان السيد (محمد الفاتح زين العابدين) يرفض جهاراً تنفيذ القرار ، نعم (يرفض) حرفياً ..
محافظ بنك السودان أحيط علماً بالقرار وإستلم صورة منه قبل صدوره .. ثم وبعد إذاعته بالمؤتمر الصحفي مباشرة إستلم أصل القرار موقعاً ومختوماً للتنفيذ والإجراء .. لكن وحتى كتابة هذه الكلمات السيد المحافظ يتمنع عن توجيه الإدارات المختصة بالبنك وشركاته ومؤسساته لتضع القرار موضع التنفيذ .. بل وطمأن بعضاً ممن شملهم القرار بأنها "مجرد زوبعة وبتعدي" وأنهم بكراسيهم باقون ، بينما يكثف إتصالاته بكل من يظن واهماً أن بإمكانه مساعدته في إجهاض القرار ..
ليت السيد المحافظ يماطل أو يتباطأ في التنفيذ .. لكنه يناهض رافضاً القرار جهاراً ويمتنع عن تنفيذه .. متعللاً بأن دون (هؤلاء) سينهار البنك .. وكأن بنك السودان المركزي أهون من شركة عائلية صغرى ، أو أن (العازة) قد عقرت .. أو كأن بنك السودان في عصر (هؤلاء) صار صرحاً ينثر الرفاهية على المواطنين !!
أليس (هؤلاء) من كانت خزينة بنك السودان تنزف أموالاً بورقة كُتب عليها بخط رديء (إمنحوا مَنْ نشاء ما نشاء نقداً) ؟؟؟
أليس (هؤلاء) من كانوا يودعون يومياً ملايين الدولارات من أموال العامة ببنك السودان في حساب (المخلوع) ببنك التضامن المخصص لتجارة العملة ؟؟؟
أليس في أيام (هؤلاء) أستباح "الوغش" والهوام البنوك التجارية قروضاً ومرابحات ومضاربات وهمية بمليارات الدولارات ، بتآمر ممن جُعل رقيباً عليها ؟؟؟
أليس في عهد (هؤلاء) تسربت ملايين دولارات الدواء للمضاربة بالعملة وإستيراد الكماليات ، كما فضيحة إستيراد "الورد البلاستيك" بدولار الدواء ؟؟؟
أليس (هؤلاء) من كانت (صك العملة) بعهدهم تطبع "رب رب رب" .. وما لبنك السودان لبنك السودان ، وما "لقيصر" تذهب به ذوات الدفع الرباعي قبل أن يجف حبره ؟؟؟
ما يحدث جزءٌ مما يُحاك تآمراً لوأد (لجنة إزالة التمكين) وحلها جملة وتفصيلا ، أو في أسوأ أحوال أوهامهم تقليم مخالبها قدر ما يتوهمون .. فكثيرون هم من يضرب عمل لجنة إزالة التمكين مصالحهم ، والصلات متجذرة والمصالح تمتد .. فقد تم اليوم للمرة الثانية تأجيل مناقشة أمرها للثلاثاء المقبل موعد الإجتماع المشترك لمجلسي الوزراء والسيادة .. هي مؤامرة قصد بها ضرب اللجنة بالشارع وتحميلها أي إختلالات في إنسياب التحويلات وتعاملات النقد الأجنبي بالداخل والخارج إنفاذاً لقرارات سعر الصرف مؤخراً ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق