ضد الانكسار
امل أحمد تبيدي
أكتوبر و الثورة الشعبية (٢)
لدينا مفاهيم خاطئة فيما يتعلق بعلاقة المؤسسة العسكرية بالسياسة... خاصة وان كثير من الدراسات طرحت فكرة علاقة الديمقراطية مثلا بجهاز المخابرات والأمن القومي... واوضح الفيلسوف السياسي صوميل هنتنجتون وظيفة الجيش تتمثل فقط في إدارة العنف بالمجتمع الأمر الذي يتطلب منه أن يكون علي استعداد لحماية أمن البلاد ويظل بعيدا عن السياسة) ... هذا الحديث يتطابق تماما مع ما قاله هارولد ترينكوس (المؤسسة العسكرية يجب أن تظل منفصلة ايدولوجيا وماديا عن المؤسسات السياسية) ..وعلينا أن نركز على (ايدولوجيا وماديا) ونطبق ذلك المفهوم على المؤسسات العسكرية والأمنية... واتمني أن يكون هناك منهج داخل الاكاديميات العسكرية يؤكد على ضرورى نزع كافة الأيديولوجيات يتحدث بلهجة قومية قائمة على حب الوطن والتضحية من اجله ...
يشكل الجيش حماية للديمقراطية لا يتربص بها من أجل الانقلاب عليها... من قراءة الواقع السياسي لكثير من الدول نجد المؤسسة العسكرية تغتال الديمقراطية .... يحاول الجيش الهيمنة علي السلطة عبر القبضة الحديدية والإجراءات القمعية.... أكدت التجارب رفض الشعوب للحكومات العسكرية لانها تكرس لحكم الفرد وتدخل البلاد فى دائرة حكم الطغاة المستبدين وتضيع كافة الحقوق عبر تلك النزعة الأحادية التي تفرض سيطرتها علي مفاصل الدولة وتهدر موارد البلاد في شراء الولاء وفرض الهيمنة تحت غطاء سياسي.. وتغيب الحرية والعدالة وتعتمد سلطة القضاء علي القرارات الفوقية..
لذلك جاءت معظم النظريات السياسية رافضة لتدخل المؤسسة العسكرية في الشأن السياسي ...
السودان مر بحكومات عسكرية باطشة وتفاوت البطش و القمع والتنكيل بالمعارضين.... نجحت الثورات في اقتلاع تلك الأنظمة.. تسقط الديكتاتوريات ليصعد الساسة الذين يتبعون ذات السياسات في إدارة البلاد مع التهاون في كثير من القضايا التي تجعل البعض يري الحرية لا تختلف عن الفوضي.. تندلع المعارك سياسية و الحروب الأيدولوجية التي تفتك بالمدنية .... تغيب المؤسسية و يختل ميزان العدالة و يكثر الجدل و الخلاف والصراع... متى تستفيد الأحزاب من تجاربها؟ آنها تكرر ذات الأخطاء..
سقط البشير و نال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تفويض شبة كامل ولكنه فشل في إدارة الأزمات....
٢٥أكتوبر ليس من أجل عودة حمدوك بل لتقول لا لكافة السياسات الفوقية الاستبدادية... لا للانقلابات علي الاحزاب والقيادات القومية
يجب اصلاح المعوج قبل فوات الأوان....
٢٥ أكتوبر من أجل تحقيق مطالب الثورة الحقيقية التى لن تضيع وسط المساومات أو التسويات... الواقع يحتاج منا لعقلانية تزيح كافة مظاهر الفساد والانتهازية... و النزاعات العنصرية والقبلية...
&عندما يستعرض الجيش قواته أكثر من 6 أشهر، ولا يقوم بمهاجمة العدو، نعرف أنه يشكل خطرا على شعبه
أدولف هتلر
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق