اعلان اسفل القائمة العلوية

اخر الاخبار

24 يوليو 2024

ثقافة عامه (1)

 **ثقافة عامة**

**السودان في مفترق الطرق (1)**

بعد هذه الحرب العبثية، ما هي سيناريوهات الوضع القادم؟ نحن دولة ذات مكونات عرقية ودينية وثقافية متباينة، وقد أظهرت هذه الحرب كثيرًا من الاستقطاب بعدة دوافع وأبانت كثيرًا من المسكوت عنه، وفي مقدمتها (الاستعلاء العرقي) والخلاف الحاد حتى في مجال الآراء والأفكار. ظهر الغبن والتخوين، وكلها أمراض تقود إلى طريق آخر تمامًا.

عدة دول نجحت في التعايش مع اختلاف مكوناتها العرقية والدينية والثقافية بفضل سياسات شاملة تعزز التفاهم والاحترام المتبادل. من بين هذه الدول:

سويسرا:- تُعتبر سويسرا نموذجًا للتعايش السلمي بين مكونات مختلفة، حيث تضم أربع لغات رسمية (الألمانية، الفرنسية، الإيطالية، والرومانشية) وتتميز بنظام فيدرالي يمنح الكانتونات (المقاطعات) الكثير من الاستقلالية في إدارة شؤونها.


كندا:- تعتبر كندا من أكثر الدول تنوعًا من حيث العرق والثقافة، ولديها سياسات حكومية تدعم التعددية الثقافية والاندماج، مثل سياسة "التعددية الثقافية الكندية" التي تهدف إلى تعزيز فهم واحترام الثقافات المختلفة.

سنغافورة:- نجحت سنغافورة في بناء مجتمع متماسك رغم تنوعها العرقي والديني. تشجع الحكومة سياسات التكامل والتسامح، كما يتم توزيع السكان بشكل متوازن لضمان التنوع في جميع الأحياء السكنية.

جنوب أفريقيا:- بعد انتهاء نظام الفصل العنصري (الأبارتايد)، تبنت جنوب أفريقيا سياسة "أمة قوس قزح" التي تسعى إلى تحقيق المصالحة والوحدة بين جميع المكونات العرقية.

ماليزيا:- تتنوع ماليزيا بين الملايو، والصينيين، والهنود، وسكان أصليين آخرين. رغم وجود بعض التحديات، إلا أن السياسات الحكومية تهدف إلى تحقيق التوازن والتنمية الشاملة لجميع المكونات.

هذه الدول تمكنت من تعزيز التعايش السلمي والتكامل الاجتماعي من خلال سياسات شاملة واحترام التنوع الثقافي والديني والعرقي، وأنظمة الحكم الفدرالي واسعة السلطات.

**السؤال! هل يستطيع السودانيون بعد هذه الأزمة تجاوز تلك التحديات؟**

حالة الفشل سوف نفرد لها مقالًا آخر، حتى تكون كافة الاحتمالات واردة.

د. عبدالرحيم حاج الأمين

القاهرة 22/7/2024


#اتحاد_مغردي_السودان 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox