**السودان في مفترق الطرق ... (2)**
*هل نحول الحرب لانتصار...!؟*
في إطار التفاؤل المبني على الأمل أن يتجاوز السودانيون تلك المحنة، واستلهام التجارب الدولية عن كيفية التعايش في ضوء هذا التنوع الفريد للمجتمع السوداني، أسوة بالمجتمعات المشابهة لنا وتطبيق التجارب الناجحة بعد بعض المواءمة، هناك عدة دول نجحت في تحقيق الاستقرار والنمو بعد فترات من الحروب الداخلية والصراعات الأهلية.
رواندا: بعد الإبادة الجماعية في عام 1994 التي راح ضحيتها نحو 800 ألف شخص، تمكنت رواندا من تحقيق استقرار سياسي واقتصادي بفضل القيادة الحكيمة للرئيس بول كاغامي والإصلاحات الاقتصادية، والتصالح المجتمعي. رواندا أصبحت نموذجاً للتنمية المستدامة في إفريقيا بفضل سياسات مكافحة الفساد، وتحسين البنية التحتية والتعليم.
كولومبيا: بعد عقود من الصراع المسلح بين الحكومة والقوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، تم توقيع اتفاق سلام في عام 2016. منذ ذلك الحين، حققت كولومبيا تقدماً في استعادة الأمن وتعزيز التنمية الاقتصادية والسياحية.
سيراليون:- بعد نهاية الحرب الأهلية التي استمرت من 1991 إلى 2002، بدأت سيراليون عملية إعادة بناء شاملة، بدعم من المجتمع الدولي. البلد حقق تقدماً ملحوظاً في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية.
كمبوديا:- بعد سنوات من الحرب الأهلية والنظام الوحشي للخمير الحمر، بدأت كمبوديا عملية إعادة البناء في أوائل التسعينيات. بفضل الاستقرار السياسي النسبي والاستثمارات الأجنبية، تمكنت البلاد من تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ وتحسين مستوى المعيشة للسكان.
لبنان:- رغم التحديات المستمرة، حقق لبنان استقراراً نسبياً بعد الحرب الأهلية التي استمرت من 1975 إلى 1990. عملية إعادة الإعمار في التسعينيات أعادت بناء البنية التحتية والاقتصاد، رغم التحديات السياسية والأمنية المستمرة.
هذه الأمثلة تظهر كيف يمكن للدول تجاوز آثار الحروب الداخلية من خلال استراتيجيات شاملة تشمل المصالحة الوطنية، والإصلاحات الاقتصادية، والدعم الدولي، وبناء مؤسسات قوية.
*السؤال! هل سوف ننجح في الامتحان؟*
د. عبدالرحيم حاج الأمين
القاهرة 23/7/2024
#اتحاد_مغردي_السودان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق