*عصب الشارع*
*صفاء الفحل*
*فساد الدولة .. الجمارك نموذجاً*
عندما يصيب الوهن مفاصل الدولة وتمضي بلا هدف أو خطة إلى المجهول تتفكك إداراتها التنفيذية ويعمل كل من في يده القرار للإستفادة من هذه الفوضى التي تعم كافة المستويات وعدم المساءلة والمحاسبة ، ليتصرف حسب أهواءه في ظل قيادة سياسية لا تدري هي نفسها ماذا تريد وإلى أين تمضي وهي تحاول الخروج من حالة الفراغ الدستوري والإداري بكافة السبل حتي ولو بوضع الضعفاء والأرزقية في مواقع القرار فيزداد التصدع والسرقة وإستغلال النفوذ ومحاولة الخروج بأكبر قدر من الفائدة في ظل قناعة هؤلاء بأنهم يعملون في خدمة مجموعة سياسية لا مستقبل لها ..
وحكومة بورتسودان المحصورة بين الحرب والنزوح لا تملك إيرادات واضحة تغطي بها لن نقول رواتب العاملين لديها بل حتى منصرفات وزراءها الجائعون للثراء والأرزقية الذين يدقون دفوف الإستحسان لها . فإيرادتها التي لا تتعدى الجبايات التي تستقطع من جيب المواطن المسكين بالإضافة للجمارك تذهب غالبيتها إلى جيوب القائمين عليها ، لتتحول هذه المواقع لأكبر بؤر الفساد المتصاعد حتى القمة ، خاصة الجمارك التي يتولى اللواء عبد الرحمن البدوي العمليات الجمركية فيها والذي هرب مع بداية الحرب وعاد بعد ستة اشهر ولم يخضع للتحقيق أو المسألة ، والذي يعرف (حكايات) فساده القاصي والداني ومراجعة القنصلية المصرية بحلفا عن عدد الجوازات التي تم تاشيرها بواسطتة ، ولن نسأل عن قضية السيارات التي تم انزالها في ميناء بورتسودان والتي تخالف شرط الموديل المقرر من وزارة التجارة والتي توقف التحقيق الذي بدأه عدد من القيادات فيها ، وهي واحدة من عشرات المخالفات ولا عن دور استخبارات الجمارك المشبوه ، ولا عن اموال الخدمة الاجتماعية التي تذهب الي جيوب المجموعة الأرزقية وبقايا الفلول تدميراً لما تبقى من إيرادات البلاد الشحيحة.
لقد اصبحت البلاد ومنذ انقلاب اللجنة الأمنية الكيزانية المشؤوم ومع إبتعاد الوطنيين الصادقين ورفضهم المشاركة تسير بمجموعة من الأرزقية واللصوص ، وهم كل ما يمكن للجنة الإنقلابية الإستعانة بهم بعد هجرة الخبرات والوطنيين الأمينين على مستقبل البلاد وإبتعاد كل من في قلبه ذرة من الوطنية من المشاركة في هذه المهزلة والفوضى العامة.
البلاد اليوم تتجه نحو المجاعة ومازال الأرزقية والمنتفعين من حال اللادولة ينخرون في عظم ما تبقى من الإيرادات الشحيحة وهذا السوس لا يمكن إيقافه إلا بالإتجاه نحو السلام وإيقاف الحرب وقيام حكومة مدنية من كفاءات وطنية صادقة تعيد التوازن لقمة الهرم القيادي الذي يرزح بأيدي عابثين اليوم ، لا اخلاق لهم ولاوطنية فالوطن السودان في محك الانهيار ..
والثورة ستظل مستمرة ..
والقصاص أمر حتمي ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة....
#اتحاد_مغردي_السودان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق