اعلان اسفل القائمة العلوية

اخر الاخبار

24 يوليو 2023

درس جديد

 عصب الشارع

صفاء الفحل


          درس جديد


الصحفي البريطاني المتخصص في الشأن الافريقي روبرت رنيوبريت كتب تقريراً رائعا ودرسا بليغاً للشعب السوداني نشرته قناة البي بي سي يتحدث فيه عن إنتعاش الاقتصاد المحلي في دول تشاد والنيجر ومالي وافريقيا الوسطي بسبب الحرب الدموية في السودان حيث دخل اليها ما تم نهبه وسرقتة من العاصمة الخرطوم فالمسروقات تعرض محتوياتها في اسواق تلك الدول من سيارات وذهب وأثاثات منزلية وادوات كهربائية وهواتف وغيرها، وباسعار بخسة الامر الذي جعل اسواق تلك الدول تشهد إنتعاشا ملفتاً أما الأمر الغريب في كل ذلك أن سلطات تلك الدول تبارك الأمر بطريقة غير مباشرة وهي تعلم جيداً أن سبب هذا الانتعاش الاقتصادي في أسواقها هو السرقة غير المشروعة للدولة الجارة السودان وهذا الامر يعرفه العالم أجمع كما أن اهالي تلك الدول التي يعتبر اغلب سكانها من المسلمين يباركون تلك السلوكيات غير الأخلاقية بل وذهبوا اكثر من هذا اذ يفتخرون بتلك الافعال المشينة وانعكس ذلك اجتماعيا في الزيجات والمعاملات الاسرية اذ يظهر ذلك مدي انعدام المبادىء والاخلاقيات الانسانية في تلك الدول


ويواصل روبرت بأن هذا السلوك الهمجي الاجرامي من دول الجوار كشف عن مستوي انعدام القيم والمعايير الادبية لسكان تلك الدول علي المستوي الحكومي والمجتمعي معا وذلك بأن حكومات تلك الدول وقفت متفرجة ولم تعبر باي صورة او تشجب تلك التصرفات العصبجية الارهابية رغم أنها جلست في اجتماع بالقاهرة لبحث كيفية إيقاف الحرب ومساعدة المجتمع الدولي لها لإستيعاب الفارين إليها متجاهلة الإشارة لتلك المسروقات 

ويعرب روبرت للبي بي سي عن أسفه البالغ بأن دولة السودان دولة جارة لتلك الدول وصديقة لهم اذ توجد بعض التداخلات القبلية مع بعض تلك الدول كدولة تشاد التي ظلت دوما بوابة للشر لعقود من جه غرب السودان للاراضي السودانية والتي تشكل أرضية للانطلاق والتمرد داخل الارض السودانية وهي الحاضنة والداعم الحقيقي للحروب في مناطق اقليم دارفور اذ ظلت تتخذها حركات التمرد الدارفورية ملاذا آمناً تتزود به لخلق الفتن والحروب داخل الاقليم وخلق نزاعات قبلية ورغم ذلك ظلت أبواب السودان مفتوحة أمام سكان تلك الدول ولم تغلق تلك الحدود رغم ان اغلبهم يمتهنون مهناً هامشية ويعملون في التسول.. 

 

وكشف تقرير القناة بعد لقائه بعض قادات التمرد وأفراد من مليشيا الدعم السريع بأن جميعهم ليس لديهم رؤية سياسية للسودان و يفتقرون لأبسط معايير الوعي الانساني والاخلاقي وأنهم يحاربون ويحتربون من اجل المال فقط، لتحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية ولا يكترثون لأي عقبات أو أضرار أو مآسي تلم بهم أو بالآخرين 


التقرير ايضا تحدث عن تكوين تلك القوات وكيف ان النظام السابق قام بتكوينها للقتال نيابة عن الجيش السوداني وختم التقرير بأن أفراد تلك القوات الذين صاروا لايعرفون طريقا للثراء غير النهب والقتل وقطع الطريق قد صاروا قنبلة موقوتة في تلك المناطق وأن مايحدث في السودان من المتوقع ان يحدث ايضا في تلك الدول اذا ماتجاهلت حكوماتها دخول المسروقات إليها دون محاسبة.. 

وبالنسبة للسودانيين نامل ان يكون هذا درسا عميقا آخر من دروس تلك الحرب اللعينة وليته يكون درساً أيضا للسياسيين والعسكريين بوجه الخصوص الذين مازالوا يتصارعون للوصول الي كرسي الحكم مستخدمين في ذلك أقذر الاساليب ولو كان ذلك علي حساب الوطن ومستقبله


وثورة الوعي مستمرة 

والقصاص أمر حتمي

والرحمة والخلود للشهداء


الجريدة...


#اتحاد_مغردي_السودان 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox