اعلان اسفل القائمة العلوية

اخر الاخبار

24 أكتوبر 2022

التعليم العام وبريق الخاص

 من واقع الغربة

إنصاف الحسن - جدة

التعليم العام وبريق الخاص


للتعليم  آثار مهمة في تنشئة الأجيال لإنتاج خبرات علمية وأكاديمية تستفيد منها الدولة في مسيرة النهضة والبناء وكذلك يُوفرالتعليم لسوق العمل كافة متطلباته من التخصصات بشتَّى أنواعها وفروعها فمن أجل ذلك تُخصص معظم الدول جزء كبير من ميزانيتها لدعم قطاع التعليم حتى أنه قد يصل إلى المرتبة الأولى من نفقات أي حكومة وينقسم التعليم بشكل عام إلى قسمين خاص وعام (حكومي) والتعليم الخاص هو النشاط التعليمي الذي لا تقوم الحكومة بالصرف والإشراف المباشر عليه وينقسم التعليم الخاص بدوره إلى تعليم هادف إلى الربح وتعليم غير هادف إلى الربح وتنتشر مدارس التعليم الخاص في طول البلاد وعرضها وفي أغلب الأحيان معظم المدارس الخاصة تدار من أجل تعظيم الأرباح أو تدار كمؤسسات تجارية وهي بهذا تهتم بتعظيم الأرباح ولا تولي التعليم كرسالة إنسانية ومصلحة الطالب أي أهمية إلا إذا كانت ترفع مستوى الأرباح.

وفي معظم دول العالم هناك شواهد كثيرة تقول أن أولياء الأمور ينفرون من المدارس الحكومية ويعتبرونها  بيئة طاردة كما يعتقد البعض ويقبلون على المدارس الخاصة لانها توفرمستويات أمان أفضل للأطفال والطلبة من مدارس التعليم العام وتطبق أنماط متعددة للتعليم وأيضا مدرسي التعليم الخاص يتمتعون بإحترام أفضل في الصفوف من زملائهم في التعليم الحكومي.

ونحن هنا في السودان مع الظروف الإقتصادية الصعبة والتضخم إرتفعت تكاليف الحياة بشكل عام ومنها تكاليف التعليم الخاص بصورة مبالغة هنا يتبادر سؤال مهم لماذا المدارس الخاصة ؟ 

وكيف يتم الربط بين مستوى جودة المدارس والرسوم الدراسية؟

وهل المدارس الحكومية ضعيفة الأداء ؟ وماذا يتطلب تطويرالتعليم الحكومي ؟ وهل هو مسؤولية الحكومة ولا المجتمع ؟ ولماذا لا يتم إيجاد نظام تعليمي يخضع لمبادئ التعاون  بين الخاص والعام ففي بعض الدول الأوروبية تقوم التعاونيات بإيجاد نظم تعليمية تلائم الطبقات الدنيا ومحدودة ومتوسطة الدخل؟

إن مشاكل المدارس الحكومية ليست بنى تحتية فقط إنما جوانب أخرى منها إحتياجات  المعلمين من تقدير وإحترام للمعلمين وإعطاء المعلمين المكانة  و سلم رواتب جيد و زيادة لرواتب المعلمين وإعانتهم ماديا حتى يستطيعوا أن يشعروا بالتقدير وبالتالي يقدموا أفضل ما لديهم لتأسيس وبناء المجتمع بكل حب وعطاء وتدريب جيد لمواكبة التطور في مجال التعليم وأدواته.

ومن أجل المصلحة العامة على المسؤولين النظر في أمر تطوير التعليم الحكومي لينمو ويكبر ويصبح منافسا للتعليم الخاص وإلا إذا بقي الوضع على ما هو عليه سيأتي يوم ويندثرالتعليم الحكومي بسبب عوامل الضعف ليصل الأمر في النهاية إلى إختفاء التعليم الحكومي لصالح التعليم الخاص . 

 لذا لابدّ من أيدٍ تمتد لتساعد الأجيال القادمة على النهوض في بيئة تعليمية صحية ذات مخرجات تعليمية عالية الجودة  ليكون  البقاء للتعليم الأصلح لنتفق إذن و نعمل من أجل الوطن وكلنا معاً ونصنع شيئاً يليق بنا كوطن كبير إسمه السودان.

همسة معلم ،،،

إن المعلم للشعوب حياتها

ودليلها وعطاؤها المتفاني

فإذا سألت عن الشعوب فلا تسل 

عن غير هاديها فذاك الباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox