اعلان اسفل القائمة العلوية

اخر الاخبار

29 أكتوبر 2022

قهوة مرة - صحافة حرة

 ظلت  الصحافة السودانية عصية علي الاختراق من خلال الصحفيين الوطنيين الحقيقيين علي مر العصور وقد يختل توازنها من خلال استعانة الانظمة الدكتاتورية ببعض الارزقية من (المتصوحفين) لتمثيل دور الصحفي ولكنها لاتسقط ويظل الصحفيين الاحرار الشرفاء معروفين باقلامهم النقية الطاهرة وتظل ابدا تكافح من اجل الحق والعدل والفضيلة ونحن نسأل الله الرحمة لبعض من عاشرناهم خلال مسيرتنا فعرفنا فيهم الوطنية الصادقة والثبات علي المواقف كالراحل المقيم وديع خوجلي صاحب (ابر النحل) والذي لم يجد النظام الكيزاني طريقة للخلاص من قلمة الجريء الا بتسميمه وهو يكافح النظام البائد من مصر ويصدر كتابه الضجة (الإنقاذ والفجر الكاذب) منذ أكثر من ثلاثين عاما.. والصديق الصادق عبدالمولي الصديق والصحفي الرقيق الراحل عبده الحاج الذي لم يتحمل قلبه المرهف الذل الذي يعيشه الشعب السوداني في ظل النظام الإخواني فتوقف عن النبض في اسبانيا ولم يستطيع الاستمرار رغم زراعة قلب جديد له  والكثير من الذين رحلوا وهم يحملون حسرة ثلاثون عاما من الكفاح والتشريد نسال الله لهم جميعا الرحمة والمغفرة..
ومحاولات كسر شوكة الصحافة الموجعة باعادة اتحاد الرزيقي في هذا التوقيت واحدة من ألاعيب الدكتاتوريات التي تعودنا عليها من خلال مسيرتنا الطويلة وندرك بانها تدخل في الصراع السياسي بعد اختيار الصحفيين لنقابة بعيدة عن قبضة السلطة وكان الإجراء الطبيعي أن يتم تكوين (لجنة تسيرية) من صحفيين غير مسيسين للعمل علي ثلاثة نقاط فقط وهي استلام اصول الاتحاد المحلول ومراجعة السجل الصحفي المهتري والإعداد للجمعية العمومية فالاتحاد السابق قد انتهت فترته حسب القانون وحتي أعضاءه يعلمون بانه لايمكنهم العودة في ظل الأجواء الحالية وبهذه الطريقة المخزية الا  مجموعة قليلة مازالت تحاول تعكير الأجواء خوفا  من المحاسبة وليس من اجل خدمة الزملاء
قال لي صاحب (كشك ليمون) باحدي الولايات بعد معرفته بانني صحفي بكل فخر بانه هو ايضا يحمل القيد الصحفي وواصل الاعتراف بانه لم يمارس الصحافة يوما ولكن هذه (البطاقة) تسهل له الكثير من الامور وامتلك من خلالها منزل بالخرطوم وسيارة لم يكمل اقساطها حتي اليوم وكان كل المطلوب منه ان يذهب للخرطوم للتصويت لقائمة تمنح له مسبقا ولكم ان تفهموا من خلال ذلك كيف كان يدار الاتحاد في العهد الكيزاني الذي تحاول اللجنة الأمنية الانقلابية إعادته مرة اخري..
قد تتمكن اللجنة الانقلابية من اعادة الاتحاد الكيزاني القديم بقوة السلاح وقد تترصد الصحفيين وابناءهم كما حدث للزميل الجميل الفاضل وقد تتمكن بالمال من شراء عدد من الصحف والزمم (الوسخة) ولكنها لن تستطيع ابدا شراء أقلام الصحفيين الاحرار الذين يؤمنون بقضية هذا الوطن العملاق ،وقد تتغير الظروف والاماكن والحكام ولكن تظل الأقلام السودانية الوطنية الحرة أطهر من الرجس السياسي وسنظل نرفع شعار صحافة حرة رغم أنف الانظمة ولن نتوقف..

 

عوض عدلان



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox