اعلان اسفل القائمة العلوية

اخر الاخبار

29 أكتوبر 2022

صوملة السودان - قهوة مرة

 جملة تتكرر كثيرا علي لسان البعض الغرض منها تخويف الشعب مما حدث بالصومال خلال السنوات الماضية من قتال وحروب وتشتت علي اعتبارها تجربة مريرة رغم ان الناظر للاحداث من الزاوية الايجابية يجد ان التجربة الصومالية كانت واحدة من اعظم دروس التاريخ الحديث لما فيها من عبرة ومعاني أصيلة بل هي تجربة ناجحة جدا اعادة للشعب الصومالي الوعي ورسخت لديه التجربة الديمقراطية ومن المتوقع ان ترتقي الصومال خلال السنوات القادمة الي مصاف الدول الديمقراطية المتقدمة في العالم

قد يكون هذا الحديث غريبا عن من لايعرف ذلك الشعب الطيب المسالم فقد شوهت وسائل الاعلام العالمية صورته بعد رفضه التدخل العسكري العالمي وحاولت القول بان عدم وجود قوات اممية علي اراضية كان السبب الرئيس لمعاناته رغم ان الحقيقة غير ذلك تماما وان المشكلة (الوحيدة) التي تواجه هذا الشعب اليوم هي وجود جماعات الاسلام السياسي المتشددة المتمثلة في جماعة (الشباب الاسلامي الصومالي) اما بقية المجموعات الاخري فقد تناست الخلافات القبيلة ووصلت الي مرحلة عالية من الوعي الديمقراطي
الغريب ان هناك تشابها غريبا بين الحالة السودانية والصومالية غير ان السودان يملك جيشا قويا استطاع به الحد من طموحات الحركات المسلحة التي دخلت العاصمة بعد الانتفاضة الشعبية في ديسمبر لتقتنع في نهاية المطاف بالبحث عن السلطة عن طريق محاورة النظام العسكري الذي استولي علي السلطة بعد ذلك   بينما دخلت الحركات المسلحة للعاصمة مقديشو بعد رحيل الجنرال سياد بري وعاثت فيها فسادا لعدم وجود جيش قوي لردعها  ولكن الميزة الصومالية ان جميع شعوبها (الصومال الجنوبي والجزء الشمالي المسمي بوتلاند بالاضافة الي جيبوتي) تتحدث لغة واحدة لايعرفها غيرهم الامر الذي يصعب الاستعانة بمرتزقة في تلك الحروب..
خلال فترة الحرب الصومالية استطاع اقليم (البوتلاند) الشمالي المستقر اجتماعيا وسياسيا وامنيا اقامة دولة مستقرة وحاول الانفصال عن الجزء الجنوبي (مقديشو) او مايطلق عليه اقليم حمر ولكن عدم الاعتراف الدولي احبط تلك المحاولة كما ان فترة تلك الحروب وتشتت ابناء الصومال بالخارج للدراسة او العمل ثم تحويلات المغتربين قد ساهمت في اعادة التوازن الاقتصادي بالإضافة الي عدم وجود حكومة لفترة طويلة وبالتالي عدم وجود جبايات وضرائب وجمارك قد خلقت بعض التوازن بعد انتخاب الحكومة الجديدة

لا تتحدثوا عن صوملة السودان فليتنا كنا مثل الشعب الصومالي الذي علمته التجربة بان الدين لله والوطن للجميع  .. نعم التجربة الصومالية كانت مريرة ولكنها صنعت شعبا جديدا

 عوض عدلان


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox