اعلان اسفل القائمة العلوية

اخر الاخبار

13 ديسمبر 2022

عصب الشارع - افراح عربية مؤجلة


واخيرا وجد الشارع العربي مساحة للتنفس والتنفيس عن (احباطاته) الطويلة  والمتكررة التي ظل يعيشها واستثمر الفرصة التاريخية التي أهداها له أبطال (اسود الأطلسي) ليخرج كله الى الشوارع ليس فرحا بوصول فريق عربي لأول مرة  الى المربع الذهبي للكبار في بطولة كأس العالم فقط بل اعتبرها الكثير اعادة لامجاد العرب التليدة المندثرة وانتصار له في معركة الصراع العالمي الحديث التي ظل يخسرها منذ سنوات طويلة وهو يحمل السؤال الكبير لماذا نحن قد تدهورنا وتخلفنا عن العالم وقد كنا السادة والقادة والعلماء .

ومن وراء التاريخ قد يكون قد شاركنا الفرحة ابن باجة وابن رشد والخوارزمي وعنتر وابن سينا وغيرهم ممن ابكيناهم طويلا في مرقدهم لسنوات ونحن نتخاصم ونتشرزم ونتقاتل ونتامر علي بعضنا ونتراجع في كل المناحي حتي أصبحنا (العبيد) بعد ان كنا (السادة) و أصبحنا نتسول الحماية والدعم والقوت ونتوسل ونبكي على ابواب حكاما كانوا يوما تحت أقدام سيوفنا وعقولنا وعزتنا وكرامتنا.

أبطال المغرب لم ينتصروا فقط في لعبة كرة القدم  بل انتصروا لتاريخ عظيم اضاعه (حكامنا) بتناحرهم وتشبثهم وحبهم للمناصب و(الحياة) والالقاب الجوفاء  واضاعته شعوبنا بتخاذلها وانكسارها واستكانتها وضعفها وبكاءها على الاطلال وجمودها واعتمادها على الاخر ليمنحها الراحة بالتكنولوجيا ويحارب دونها بالاسلحة الحديثة الفتاكة بل ليمنحها الفرح والترفيه ويكتب تاريخها نيابة عنها.

صفعت (اقدام) لاعبو المغرب كل الشعوب العربية لعلها تصحو من غفوتها وتربط كيانها مرة اخرى وتعلم بانها كالجسد الواحد ان انتعش عضو فيها تداعت له الشعوب بالفرح والرقص والتهليل ويمكن للامجاد ان تعود لو اننا ترابطنا ترابط تلك اللحظة التاريخية واجتمعنا على (هدف) واحد يعيد لنا امجادنا التي فقدناها بأنانيتنا وحبنا لذواتنا وتشرذمنا الذي رمانا في المهالك فردا .. فردا.

لقد صنعت (الاقدام) مالم تصنعه كل اتفاقيات التعاون والدفاع المشترك وكل جلسات مؤتمرات القمة العربية التي خرج فيها العرب بالاتفاق علي الا يتفقوا  ابدا .. جمعت الاقدام كل العرب في مساحة المستطيل الأخضر الصغيرة وقد تفرقوا لسنوات بمساحة أراضيهم الرحبة ببترولها وانهارها وخيراتها التي لاتحصى.

شكرا دولة قطر الصغيرة بمساحتها الكبيرة بمعانيها لهذه الفرحة  التي زرعتها في كل منزل بكرمها الفياض وتنظيمها الرائع وتشريفها لكل العرب وشكرا أبطال المغرب اسود الأطلس الذين زرعوا الفرح في كل بيت عربي رغم المعاناة التي يعيشها والجراح تنزف من كل قطر فيها وعلمونا بأننا بالاصرار والعزيمة والترابط يمكن ان نصنع المستحيل .. ولكن ليتنا وحكامنا نتعلم هذا الدرس البليغ
ثورتنا هنا للتغيير مستمرة.
والمجد والخلود لشهدائنا.

الجريدة


صفاء الفحل
 Safaa.fahal@gmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox