اعلان اسفل القائمة العلوية

اخر الاخبار

18 ديسمبر 2022

عصب الشارع - العنف والعنف المضاد

 في اعتقادنا بانه ليس هناك من مشكلة كبيرة لو أن السلطات سمحت للشباب الوصول إلي ابواب القصر الجمهوري وحتى لو اعتصموا أمامه فقد فعلها (الفلول) من قبل تحت حراسة ونظر القوات الامنية وظلو هناك لايام وتفرقوا بعد ان حقق لهم البرهان مرادهم بانقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر والذي ادخل البلاد في نفق ضيق لم تستطيع الخروج منه حتى الآن.

  ولم افهم من هو العبقري الذي اعطى (أوامر دائمة) للقوات النظامية بعدم  تخطي الثوار لموقف شروني غربا ومعمل استاك جنوبا فصارت أمرا (مقدسا)   تتعامل به بصورة تلقائية رغم تغير الأحوال والظروف وتوقيع الاتفاق الاطاري الذي نص علي حرية التعبير والتظاهر واصبحت الأسباب التي تعلنها الشرطة لهذا التصرف غير (منطقية) بل هي ما يزيد من فقدان الثقة في مصداقية اللجنة الامنية بتنازلها عن السلطة ويزيد حمى المواجهات بين الشرطة والثوار السلميين.

وحتي يكون شعار (الشرطة في خدمة الشعب) واقعا كان على الشرطة التعامل مع هذه التظاهرات الشبابية (المطلبية) بصورة حضارية كما يحدث في كافة دول العالم بدلا عن تحويلها لمواجهة (غير متكافئة) بين جموع الشباب والشرطة التي من المفترض فيها حمايتهم ولانتهت مظاهر إغلاق الطرقات بالمتاريس والكباري بالحاويات منذ البداية وتوقف الخروج اليومي وتم تقنينه لخدمة  الطرفين بزيادة الثقة في القوات النظامية وعدم سقوط ضحايا من الشباب .

الشعب السوداني من أكثر شعوب العالم فهما للواقع ففي السادس من اكتوبر بعد سقوط البشير خرج كله للطرقات ورغم ذلك لم تحدث اصابة واحده لأن الشرطة لم تقابل ذلك الخروج بالعنف الذي تقابل به خروج الشباب اليوم ومايحدث بان العنف يولد العنف والعكس صحيح فالتعامل السلمي من الشرطة سيقابل بكل احترام من هؤلاء الشباب.

الاتفاق الاطاري الذي تم توقيعه كان من المفترض ان تكون أهم بنوده اعادة حسن النوايا بإيقاف العنف المفرط في الاحتجاجات والسماح للشباب بالوصول الى الأماكن التي يريدون مع مخاطبتهم والزامهم بكتابة مذكرات بالمطالب التي يريدون لتصبح كموجهات في ذلك الاتفاق مستقبلا وبالتالي إدخال رأي هؤلاء الشباب فيه والاستفادة من تلك التظاهرات ايجابيا.

ويبدو ان هناك جهات تعمل على ان لا يكون هناك هدوء في الأحوال وزيادة العنف ضد المتظاهرين وبالتالي سقوط المزيد من الشهداء لتعقيد المشهد السياسي أكثر وتصعيب إمكانية الحل لخدمة أجندة خبيثة يعرفها الجميع .. إيقاف العنف المفرط ضد الاحتجاجات هو أول مظاهر الاتفاق واستمراره يعني الا هدوء بالمشهد السياسي وهذه حقيقة بديهية يعلمها الجميع ولكن أكثرهم لايريدون ذلك ليصبح الشباب اللذين يحلمون بوطن جديد هم الضحية اولا واخيرا.
وسيظل القصاص أمرا لابد منه.
وتظل الثورة الواعية هي المخرج الوحيد.

الجريدة

صفاء الفحل

Safaa.fahal@gmail.com


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox