اعلان اسفل القائمة العلوية

اخر الاخبار

22 مايو 2023

بيان مشترك

 🔸بيان مشترك🔸


شعبنا الصابر الصامد

مواطني محلية شرق النيل والمناطق المجاورة 

نخاطبكم اليوم ونحن نعلم حجم المعاناة جراء الحرب العبثية التي طالتنا جميعاً، والتي أذاقتكم مراراتها اللانهائية من قتلٍ ونهبٍ وترهيبٍ واغتصاب.

كما تعلمون أن دورنا الرئيس في هذه الفترة العصيبة هو محاولة التخفيف عن شعبنا، من خلال تقديم الخدمات المختلفة بقدر المستطاع تطوعاً في سبيل الشعب والوطن، وكانت الخدمات الصحية همنا الأول لعلمنا بسلطةِ المرض وضيق الحال، ولعلمنا بحجم ما تخلفه المواجهات المسلحة من مآسي.


إن مستشفى البان جديد هي المستشفى الوحيدة المتبقية كمشفى عمومي كبير يقدم الخدمات لمواطني الحاج يوسف وشرق النيل خصوصاً والمناطق المجاورة عموماً، وأن تشغيله قد تم بواسطة عددٍ من الكوادر الطبية المتطوعة، بالتعاون مع اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، وشابات وشباب غرفة طوارئ شرق النيل، والخيرين الداعمين من داخل البلاد وخارجها.

لكننا فوجئنا خلال الأيام الماضية ولعدة مرات بدخول عناصر مسلحة من قوات الدعم السريع للمستشفى، قامت بالتعدي على المرضى والمرافقين والكوادر الطبية، وعملت على ترهيبهم بإطلاق النار داخل أروقة المستشفى، في خرقٍ واضحٍ ومخالفةٍ لكافة الأعراف والمبادئ الإنسانية والقوانين المحلية والدولية.


علماً بأن المستشفى كان يعمل طوال الفترة الماضية ومنذ اندلاع الحرب رغم التحديات والصعوبات الجمّة التي كانت تواجه سير العمل، في ظل شح المعينات الطبية وأدوية الطوارئ والتخدير، وفي ظل نقص الكوادر الطبية على اختلافها، وهو ما تسبب في ضغطٍ هائل على الكادر الطبي المتطوع الذي ظل يعمل طيلة تلك الفترة حتى نال منهم الإرهاق، وأجبروا على التوقف بسبب طول الأمد.

وهنا أيضاً لا يفوتنا أن نشير إلى الحملات الإعلامية الشعواء التي تولى كِبرها أبواق الحرب وليس آخرهم العميد في القوات المسلحة المدعو طارق الهادي، حيث لم يتوقفوا عن نسج الأكاذيب والإشاعات المغرضة حول مستشفى البان جديد، والاستهداف الواضح للكوادر الطبية والمتطوعين الذين يعملون به ويتواجدون فيه باستمرار، حتى بلغ بهم الانحطاط إلى إرسال التهديدات الشخصية لهم، مما كان له أثرٌ كبير أيضاً في فقدانهم وتوقف سير العمل تدريجياً.


عند كتابتنا للمسودة الأولية لهذا البيان كُنا بصدد رفض هذا التعدي رفضاً تاماً، وإدانته بأشد العبارات، والتحذير من كارثةٍ صحية قد تحدث في حال تواصل الأمر وأضطُررنا لإغلاق المستشفى، حيث أن هذه الاعتداءات عملٌ إجرامي لايمكن التسامح معه.

حينها لم نكن نرجُم بالغيب، ولكنا كنا نعلم علم اليقين بأن هذا التهديد المتواصل سيؤدي حتماً إلى إغلاق المستشفى تماماً، وهو ما حدث بالفعل.


إننا الآن نود إخباركم وبكل حزن وأسف بقرارنا بإغلاق أبواب المستشفى تماماً، حفاظاً على سلامة الكوادر الطبية والمتطوعين والعاملين المتواجدين بداخلها، ونكون بذلك قد فقدنا آخر مستشفى مُتكامل يخدم المنطقة، حيث أن بقية المراكز الصحية الموجودة والعاملة حالياً غير مُهيأة بالصورة الملائمة لاستقبال الحالات الحرجة أو المصابين إصاباتٍ تستدعي التدخل الجراحي، مما يضعنا في موقفٍ كارثي بالنسبة للواقع الصحي في منطقتنا.


يحدث ذلك في الوقت الذي توقع فيه أطراف هذه الحرب اللعينة إتفاقيات تلو الاتفاقيات دون أدنى التزامٍ بها، وكأن الغرض من هذه الاتفاقيات استخدامها فقط كمنصةٍ لمراسم العلاقات العامة والدولية.

ندعو ونأمل أن تتوقف هذه الحرب العبثية عاجلاً، وأن تستقر الأوضاع الأمنية، لنستطيع أن نعود سريعاً ونواصل في تقديم الخدمات الطبية لكافة المواطنين المتضررين من ويلاتها.


الموقعون:

- غرفة طوارئ شرق النيل 

- اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان


٢٢ مايو ٢٠٢٣


#اتحاد_مغردي_السودان 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox