✍️ م.بابكر التجاني
المولد النبوي تحلية السلوك بدلاً من الأفواه
الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف حدث عظيم لعظمة المُحتفى به فهو سيد ولد أدم على الاطلاق و أكرم من وطئ الثرى،فأول ما أُمر به عند نزول الوحي كان القراءة و القلم فتجده عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم قد أوصى بالعلم كمدخل حتمي لمعرفة مقاصد الوجود الإنساني و الذي يأتي إعمار الأرض في أعلى مراتبه فمن البداهة قبل الابتداء في الإعمار و التشيد لابد من دراسة المعمُور ,,الأرض,, للإلمام بماهيته و طبيعة تكوينه بغية تسخيره لحياة أمنة و كريمة لذا كان السير في الأرض و البحث و التنقيب عن طبيعة الخلق و النشأة الاول (نظرية الانفجار العظيم Big Bang)أمر موضوعي للإعداد لمشروع البناء تهيئةً لوجود الإنسان الحر ،الناقد،المفكر ،المخطط و الصانع الماهر ليتعاطى وفق دراية و بصيرة دون تغيب للعقل المدبر و بعيدا عن الدروشة العمياء ليغوص في عوالم المعرفة بشتى ضروبها في هذا الملكوت الضخم الذي ينتقل فيه الضوء ملايين السنين الضوئية ليصل إلى الأرض فنرى النجوم تلألأ بألوانها الزاهية وهي تُزين سماواتنا الدنيا بنورها الخلّاب لاغراءنا باقتفاء أثرها و معرفة أسرارها و العروج إليها بالدراسة واقامة المراكز البحثية كما تفعل الوكالات الفضائية حول العالم اليوم و هي في عمل دؤوب و ميداني في رحلة الاستكشاف و التسابق المعرفي و الرقمي بين الأمم الجادة لامتلاك نواصي الحقيقة و بلوغ الغايات السامية تحقيقا لتطوير شعوبها .
عوداً على ذي بدء الحالة الماثلة تستعدي تصحيح مفاهيم مغلوطة قسمت العلم ما بين شرعي و دنيوي كما خلقت جفوة بين الدين و الاهتمام برفاهية الحياة إذ اعتبرت الأخير أمر دنيوي محض يصرف الناس عن العبادة و الاستعداد للآخرة.
الخروج من عباءة التكرار وعدم إعادة المُعاد سوف يصنع نفساً توّاقة للارتقاء و التطور و الابداع الخلّاق،كم استوقفني هذا الحديث الشريف *إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ* الحديث يشير إلى التدريب المهني و تجويد الصِنعة و تقديم أفضل المنتجات و خدمات ما بعد البيع ، صليت ذات مرة في إحدى مساجد الخرطوم حيث طوّف بنا الإمام على مواضيع متعددة و التي تناولها بسطحية مخلّة إلا كوم الوساخة ،،كوشة مليئة بكل سوء ،، الذي يسد الطريق بالقرب من الجامع فقد تجاهله و بين يدي الإمام العشرات من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحُض على النظافة و الجمال و الخضرة و الوجه الحسن و رفع الإنتاجية الفردية ،لكن عقلية الذي يعلو المنابر في الغالب مفصولة عن الواقع و ليس لديها القدرة على مقاربة النص و تجسيده في مشاريع تعود بالنفع و الابتكار بعيداً عن الترهيب بالنار و الوعيد بالويل و الثبور صباح مساء .
تساؤلات نطرحها من يؤم الناس بالمساجد الذي يحفظ النص أم الذي يفقهه !!!
(فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)من هم أهل العلم الذين طُولبنا بسؤالهم أليس هم أهل التخصصات المختلفة من فلك ،اقتصاد و حاسوب وطب و خبراء أم أخرون !!!
كيف لنا بنقل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من تحلية الأفواه بالحلوى إلى تحلية السلوك !!! فلا يوغل القتلة في دماء الأبرياء و لا يعتدون على حقوقهم و أعراضهم في إطار إقامة مجتمع متمدن و واعي بمفاهيم التعايش المجتمعي و التعاون و التعاضد لصيانة الموارد و ترقية الخدمات و المحافظة عليها جيلاً بعد جيل لنغرس الأمل رغم سنوات الضياع و نعيد الفرحة و البسمة على وجوهٍ شحبت من طول سفر العذاب ،،تبسُّمك في وجه أخيك صدقة ،،
غداً نعود ✌🏼✌🏼
#اتحاد_مغردي_السودان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق