اعلان اسفل القائمة العلوية

اخر الاخبار

09 مارس 2024

رزق المصري

 

بدون ألوان // حمدي صلاح الدين 

ارشيف، الدمام 2012م 


"رزق المصري" 


اتصال هاتفي مطول من الدمام السعودية أعلن عبره محدثي الباشمهندس عن نيتهم تقديم كسوة شتاء للمحتاجين ، هم مجرد مهندسين اولاد دفعه حركتهم تربيتهم و بيئتهم و مورثهم التكافلي المستمد من قيم هذا الشعب المعلم الابي الشامخ قوة وكبرياء و مهابة.  


لم اندهش لأنني في خضم هذه المعمعة حتي أذني منذ اقل من عقد مضي و لكن الذي لفت نظري انه بعد الازمه الأخيره التف أبناء البلد حول اخوانهم و أخواتهم من محدودي الدخل.  


اربع مكالمات تعلن عن مبادرات دعم تلقيتها خلال الشهر الماضي و العجيب و الذي يوضح عظمة هذا الشعب المعلم ان بعض هذه المبادرات من أفراد و ليس منظمات ولا مجموعات ولا شركات.  


احدهم يستلم صورة الروشتة و يقوم بايصال الأدوية الي منازل أهاليها في مكانهم يبتغي بذلك فضلاً من الله ورضوانا ، يعلمنا بكل ادب و كبرياء و شموخ قيمة الخير والوفاء و الإيثار و التكافل. 


بالتأكيد كل هذه المبادرات فردية و جماعية موجودة منذ ازل الدولة السودانية و لكنها نشطت في الاونه الاخيرة بعد أزمة رفع الدعم عن الأدوية و قصص التكافل في المجتمع السوداني المتسامح المتأخي لا ولن تنتهي.  


علت سمعة السوداني و طغت حني أصبحت مثار إعجاب ممن هم حوله من نبله و امانته و كرمه و مروءته و شهامته و عرة نفسه و آباءه و شموخه 


كنت في الدمام ٢٠١٢ في زياره قصيرة رافقني حينها حينها الشباب الرائع محمد الطيب و عصام الصافي و الإعلامي الجميل أمير بشير وطلبوا لي تاكسي من معرفتهم ليقلني من الدمام الي الهفوف ثم الي الدمام مرة اخري. 


رزق المصري سائق  التاكسي شاب ودود بعد تبادل عبارات السلام داخل التاكسي قال رزق:  

اول مره تزور الدمام يا بيه؟ 

قلت : لا ، زرتها قبل عامين لكن زياره سريعة 

قال: طب تسمح اوريلك حاجه قبل ما نروح الهفوف؟  

قلت: جدا 


ذهب بي رزق الي حديقة كبيره تبعد مسافة عن مكان سكني في شارع الملك فهد، وقال: بص ، الحديقة دي في رمضان كل الجنسيات تجي تتفرج علي اللي فيها باستغراب.  


قلت متسائلا:  ليه؟  ايه اللي في الحديقة؟  


قال: غالبية السودانيين بيجوا افطار رمضان هنا في الحديقة دي رجاله وستات وشباب واطفال ده مش الغريب،  الناس مستغربه انهم ولا اهل و لا جيران ولا زملاء عمل همن (سودانيين بس) انتو شعب عظيم يا اخ حمدي ، مافيش في الدنيا كلها زي اللي انا شفتو ده ، انا مشفتش جنسيه تحب بعض و تسند في بعض زي السودانيين و بسمع تعليقات بقية الجنسيات علي اللمه دي. السوداني بيقابل السوداني بالاحضان في الشارع من غير سابق معرفة،  لمجرد انو لابس عمة و جلابية و ياخدو البيت و يعرفو علي اسرته.  ده حب غريب.  الواحد بيغير من الحاجة دي و يتمناها لكل الجنسيات. كان العالم عاش في سلام و محبة دلوقتي لو كل الناس زي السودانيين .  


ولم يترك لنا رزق حينها تعليق كلامي غير نحييب العزة و الشموخ و الآباء و الكبرياء في شمم.  


الله يا رزق

لعلك تسمعني الان 

او لعل محمد الطيب او عصام او امير  يقرأوك سلامي و محبتي و تحياتي .  


هذا الشعب يظل يعلم الناس معاني و مضامين ندرت و نضب معينها في من هم حولنا.



#اتحاد_مغردي_السودان 




   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox