اعلان اسفل القائمة العلوية

اخر الاخبار

30 أكتوبر 2022

رجوع بالذاكرة الى الوراء

 

ونحن بعد ان تجاوزنا عاما كاملا من إنقلاب المجرم عبد الفتاح البرهان ,دعونا نتحدث عن جملة من الوقائع التي صاحبت انقلابه والتي بدورها ارتدت عليه ومن معه من قادة الحركات المسلحة الإرتزاقية " سابقاً وحالياً " , والتي من اهمها كانت تشكيل حكومة مدنية بعد أقل من اسبوع وقتها تتولى تصريف أعمال الدولة ومؤسساتها , وغيرها من النقاط التي لم يتحقق ولو جزء بسيط منها , دعونا ندلف الى ما نريد قوله, ولكن أولاً تجاوز هذا المنشور إذا لم تستطع إكماله والتمعن في محتواه جيداً حتى نشرح ما نريد بكل تفصيل :
بعد اعتقال رئيس وزراء الحكومة السابقة والإطاحة بمنظومته المدنية عمد البرهان فوراً على اعتقال مجموعة من وزراء حكومة حمدوك ووضع قائمة أخرى من قادة الحرية والتغيير ضمن المحظورين من السفر أمثال وجدي صالح وصلاح منّاع الذي استطاع مغادرة البلاد بطريقة ما , وغيرهم , واستبشر خيراً ظنه من أرقوزات الموز ومعتصمي القصر أمثال المهرج منّاوي والأهطل التوم هجو وسفهاء خبراءه الإستراتيجيين ليلمعوا له ما اتسطاعوا الى ذلك سبيلا سوءته التي قام بفعلها , مرت الأشهر وراء بعضها ولم يفلح البرهان بتشكيل حكومة مدنية وكلما عرض منصب رئيس الوزراء على أحد هرب منه هروبه من الموت , فاستمر في قمعه وأعاد صلاحية جهاز أمن البشير مجدداً للقيام بالأعمال التي ثار الشعب ضدها وخرج ليكسر من شوكته ظناً منه أن البطش والتنكيل بالناس سيخضعهم له ويفرض عليهم الأمر الواقع ولكن هيهات , استمرت الاحتجاجات المتواصلة الى تاريخ مليونية الأمس ولم ييأس الثوار من مواصلة درب إخوتهم الشهداء أو المفقودين , تمادى البرهان في القتل وانفلت عقد الأمن وصارت الدولة بلا حكومة أو هيبة باعتراف منه , ثم ما إن ازداد الخناق عليه وهو يعلم جيداً أن استمرار هذا الوضع لفترة أطول لن يتحمله حتى من شاركوه إنقلابه وقد يرتد عليه الحال ويلحق بسلفه المخلوع جاراً له بسجن كوبر على أحسن الفروض , هذا إن لم تتم الإطاحة برقبته , فاحتقان الوضع ليس من مصلحته أو مصلحة من يأتمر بأمرهم من قادة محاور الدول الأخرى القريبة.
إلى أن صار يتودد لمجرد اللقاء بقادة الأحزاب السياسية لقوى الحرية والتغيير المركزية محاولاً إصلاح ما يمكن إصلاحه معهم والرجوع ولو قليلاً عماً قام به , وحينما وجد تمسكهم برفض انقلابه بل وقيام الندوات الجماهيرية من بعض رموزهم السياسية التي تخاطب الناس وتشرح لهم مآلات وخطورة إنقلابه على حاضر ومستقبل السودان صار يطاردهم ببلاغات القبض الكيدية ونشرات المتهمين الهاربين , وهم يواجهون بلاغاته بكل شجاعة ويسلمون أنفسهم متحدين جبروت سلطته الطاغية وظلم قضاته الأفاكين , ليس للبرهان خيار سوى التنحي أو الإسقاط وذلك أمر ليس ببعيد بعد ثبوت فشله وفشل المؤسسة العسكرية التي شوّه سمعتها ودنس كرامتها , أو انتظار طعنة من الخلف تقلب الحال عليه , السودان في وضع كارثي ولن يطاق انتظار أكثر من ذلك , فالهاوية بهذا الحال أقرب من طوق النجاة ولو حدث الانهيار الأخير فعلى البرهان والشعب جميعاً ستحيق الطامة الكبرى وإصلاح خراب تلك السنة سيفوق إصلاح الثلاثين عاماً التي قضاها نظام البشير جاثماً على صدر الشعب , وخيوط الأمر كلها بيد الشارع وبعض ممن تبقى من الذين يشهد لهم بالشجاعة والنزاهة مسبقاً وحالياً , فلننتظر عمّا ستسفر عنه الأيام المقبلة وهي حبلى بالمفاجآت .
 
 
أحمد محمد بابكر
 
AhmedMohamedBabekir@gmail.com
 
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox